[ لكل فعل ردة فعل ]

من نطفة واحدة .. وظلمات ثلاث متشابهة

نخرج من ظلمات الرحم .. نبكي ردة فعل الأضواء
هكذا كانت بداية كل بني آدم .. ولكن نهايتنا مختلفة !!

إن هذا الواقع الكبير .. هو واقع لحدث صغير في أفعالنا
فـ البداية واحدة .. والمواقف متشابهة .. لكن النهاية مختلفة

.. فمثلاً ..

بعد زلزال هايتي الامريكية .. وعندما
تصادمت المباني .. وضاقت الطرقات .. وتشتت العوائل
ومع مرور الأيام بدأ الروتين يعود إلى طبيعته ..
ومع اليوم الأول للعودة إلى المدارس ومكاتب العمل
.. بدأت رحلة الزحام الغير معتاد ..
فالطرقات أصبحت طريقاً واحداً .. والمسافات القصيرة أصبحت طويلة
وتواجد في ذاك الوقت القنوات التلفزيونية
لـ تستطلع على آراء الناس في الطرقات

[ لكل فعل ردة فعل ] P05_20071218_pic1_full

[ لكل فعل ردة فعل ] P05_20071218_pic1_full

فـ اخترق المذيع الطريق الذي اشتد زحامه وعظم كربه
ليصل إلى نافذة السيارة .. فداهم قائد السيارة بالسؤال عن مشاعرهـ
فرد عليه : بصوت مرتفع .. ولهجة غاضبة .. وعيونٌ محمره .. بقوله
( أنا أكرهـ هذه المدينة .. إنها مدينة المصائب .. حرائق ثم فيضانات والآن زلزال
تأخرت عن عملي .. ومديري سيغضب علي .. وشركتي لم ترمم بعد الزلزال كما ينبغي )

انسحب المذيع .. خوفاً من انفجار الرجل عليه
وذهب للسيارة التي خلفه لـ يرى انطباعه .. فسأله بنفس السؤال :
.. فكانت الإجابة ..
( أنا سعيد أنني لم أمت .. وقد كان الزلزال اختبار رائع لـ أساسات بيتي الجديد
إضافة إلى أن هذا الزحام أتاح لي فرصة تعلم اللغة الإسبانية من خلال الأشرطة
وقد استعددت للزحام بإحضار فطوري معي في السيارة )

حدث واحد .. مشهد واحد .. مصيبة واحدة
وعقليات متفاوته .. وشخصيات مختلفة
ولد نتائج متباينة
.
.

إنها القاعدة التي تكلم عنها ستيفن كوفي Stephen R. Covey
( 10/90 )
والتي تقول أن الأحداث التي لا نملك التحكم فيها تشكل 10%
كـ الزلازل .. وتعطل السيارات .. وانسكاب الشاي من الطفل الصغير على ثوبك
وأما 90% الباقية فهي تأتي من ردة فعلنا فإن لكل فعل ردة فعل كما قال نيوتن

قاعدة ذهبية تريح النفوس .. وتعطي الحياة طعماً آخر لذيذ
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. عن :
الاسترسال في الغضب .. والخروج عن الطور
فقد جاء رجل إلى رسول الله .. فقال أوصني :
قال :لا تغضب .. فقال الرجل من جديد أوصني .. فردد مرارا لا تغضب

أتعجب ممن تكون ردة فعله الغضب بعد المصيبة
فهذه حال الدنيا المنغصة باللذات .. والكثيرة التبعات
فيوم لنا ويوم علينا .. فهي متلونة الأيام
فـ كل شي بقضاء وقدر .. فلا يقع شي إلا في كتاب مقدر
( وأعلم أن ما أصابك لم يكن لخطئك .. وما أخطأك لم يكن ليصيبك )
فما يحدث اليوم بين الناس كله خطأ .. لا يكاد يحدث أمراً حتى ينفجر صخباً
ويتلون غضباً .. فيقيم الدنيا ولا يقعدها .. لأتفه الأسباب
ومن يفعل هذا فاليعلم أنه لم يدرك منزلة الإيمان
d]قَالَتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ]

لإننا في الحقيقة خرجنا من وصف الرسول صلى الله عليه وسلم للمؤمن
( عجبا لأمر المؤمن !! إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن
إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له .. وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له)

منقول للفائدة