كثيراً ما نقرأ أو نسمع تلك النبرة الحزينة المترددة دائماً :
" صديقتي خانتني "
" صديقتي تخلت عني "
" صديقتي لم تعد تحبني "
" لم أجد صديقة وفية "
وغيرها من تلك الكلمات المشابه لها .. والتي تتقاذفها الفتاة في فترة أو مرحلة عمرية يكون القلب متعطشاً للحب والاهتمام أكثر من أي وقت آخر ..
تتقاذفها الفتاة بحيرة وألما .. بعدما لعبت بها الأحزان والهموم
تفاجأ أن ذلك الحب والتعلق الشديد يتحول إلى ابتعاد وكره شديد
وتلك الصداقة الودية تتحول إلى عداوة والعياذ بالله من ذلك ..
وفي المقابل تفاجأ وتجد هناك صداقات أخوية
وتلك الشخصية التي تصمد ولا يعكرها الفراق ..
* دعونا نكشف معاً عن بعض أسرار تلك الشخصيات وما يخفى ورائها
المواقف التالية فحتماً تكشف لكِ الحقيقة .. كل ما عليك القراءة والتأمل
خلال هذه الأسطر القليلة......
فعندئذ سينكشف لك الغطاء .. وستنكشف لك الحقيقة
مهما اختلفت وتنوعت الصداقات وما يتخللها من الأحلام والأمنيات الزائفة
فيظل الطريق إلى الله ... ولا صداقة لمن لا تتلمس طريقها على درب الهداية والنور .. :
( أتمنى أن يرزق الله لى صديقة مخلصة تعنني على ذكرالله ساعدوني... ) حبيبتي الحمد لله إن هناك الكثير من أخوات لك صالحات تقيّات ولكن والله لا تجدونهن في الأسواق الفاتنة أو الأماكن المشبوهة ، لا تجدونهن في النوادي العاهرة ولا أمكنة الاختلاط العامة
إنهن يقبعن في أمكنة تلائم مقامهن وتناسب مكانتهن وتتوافق مع هممهن الشامخة .. ويحتاج لمن يريدهن مزيدا من الجهد والبحث عنهن لأنهن كالدرر محفوظات مصونات ولسن كغيرهن عرضة للناظرين والمتغزلين والعابثين ..
إنهن يقبعن في مجالس الصالحين يذكر فيه اسم الله و يعلى فيها شأنه ، ليقمن بعد ذلك مغفور لهن .. معززات مكرمات ملأن الأرض نورا وعلما واصلاحا ... كلامهن عطرا وما يفوح منهن إلا خيرا ..
فمثال على ذلك تجدينهن في حلقات تحفيظ القرآن الكريم .. المراكز الإسلامية .. المساجد وغير ذلك من الأماكن الطيبة
حبيبتي أهمس لك تلك الكلمات :
عليكِ بالأخوة الصادقة .. فابحثي عنها وإن طال الزمن .. أخوة تستمر حتى في الدار الآخرة ..
… إن الإسلام دين صفاء ونقاء وأخوة ومودة ولهذا حث ديننا العظيم على الاخوة وجعله من أفضل القربات قال صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : … وذكر منهم " ورجلان تحابا في الله … "
فالأخوة في الله كنز لا يفنى .. وسعادة لا تنقضي .. تتناصحون .. وتشدون الأيادي معاً نحو الجنة بعزيمة صادقة وأعمال صالحة ..
وهل هو نبينا صلى الله عليه وسلم ينقل لنا صورة معبرة مؤثرة واستمعي إليه يا من كنت تحبين أن تجدي لك يوم القيامة من يدافع عنك يقول صلى الله عليه وسلم : (فما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا أشد مجادلة من المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار)
قال جل جلاله : (يقولون ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا فأدخلتهم النار فيقول اذهبوا فاخرجوا من عرفتم منهم فيخرجونهم ثم يأذن لهم فيخرجون من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان).
وثقي أن علامة الأخوة الصادقة أن تكونين وإياها كاليدين تغسل إحداها الأخرى فإذا اتسخت أحدهما بالذنوب أو غطاها شيئا من الفتور والملل تنطلق الأخرى إليها لتزيل عنها ذاك الغبار وكما أن الاتساخ يحتاج أحيانا إلى شيء من القوة والشدة فكذلك الصحبة الطيبة تحتاج إلى الشدة أحيانا ..
قام عمر بن عبد العزيز رحمه الله يطلب النصحية من عمرو بن مهاجر وقال له :
( يا عمرو إذا رأيتني قد ملت عن الحق فضع يدك في تلابيبي ثم هزني ثم قل لي: ماذا تصنع ).
اللهم وفقنا الى الأخوة الصادقة والمحبة الخالصة لوجهك الكريم
جعلنا الله وإياكن من المتحابين فيه … آمين
فقدت صديقتي
أنا في المرحلة الثانوية ، وأوشكت على التخرج ، لكني لا أستطيع التركيز ، وتفكيري الذهني مشتت فقد فقدت صديقتي ، وهي غير عابئة بي . حاولت مراراً وتكراراً أن أتقرب لها لكنها تبتعد عني ، مع العلم بأنها هي المخطئة في حقي ، ولكنها لا تعترف بذلك ولا تريد أن نعود لصداقتنا ، لكني لا أستطيع التخلي عنها لأن صداقتنا طويلة جداً
أرجوكم ماذا أفعل لكي تعود صداقتنا كما كانت ؟
هـ.ع.سدير
**
المشكلة أننا دائماً حين نقع في المشاكل ، ننظر للأسباب الآنية والمباشرة ، ونغفل عن الأسباب البعيدة المدى والجوهرية .
لماذا تعتقدين أنه قد يكون هناك سبب مباشر لتركها لك . أعني لماذا لا تكون هناك أسباب كثيرة ومتباعدة تراكمت لديها وجعلتها تبحث عن سبب بسيط لتعلن من خلاله تركها لصداقتك .
أنت كما تقولين طيبة وحنونة ، وقد لا تكون صديقتك هذه من نفس طبيعتك ، فشخصياتنا تتغير ما بين آن وآخر ، وقد تكون هذه الصديقة من النوع الذي لم تعد تعجبه صداقة من هي مثلك .
وربما تغيرت طباعها – أو أنك لم تعرفيها جيداً من قبل – ولم تعد تثيرها صداقة إنسانة بسيطة ، فأصبحت تبحث عن شخصية أخرى .
كما قد تكون هناك أسباب تعتبرينها بسيطة في نظرك لكنها تعتبر جارحة وقوية بالنسبة لها .
عموماً صارحيها بما لديك ، اسأليها عن سبب خلافها بصراحة ، فربما يكون قد وصلها كلام عنك من إنسانة واشية .
وفي حال تأكدت من عدم وجود أسباب واضحة لخلافكما ، فلا داعي أبداً للاستمرار في محاولات إرضائها فمثل هذه الفتاة لا تستحق أن تكون صديقة لمن هي في مثل طيبتك .
لا تهتمي بها أبداًَ ، واشغلي نفسك باهتمامات أخرى واجعلي هدفك في الفترة الحالية النجاح الدراسي .
كما تذكري دائماً أهدافك الأسمى وهي طاعة الله وبر الوالدين .
وأكثري من الاهتمام بالتواصل مع زميلاتك الأخريات ومع أفراد عائلتك ومارسي هوايات متنوعة في وقت فراغك حتى لا ينشغل تفكيرك فقط في هذه المشكلة وستجدين أنك ستنسينها مع مرور الأيام بإذن الله .
كما لا بد أن يكون هناك الكثير من الزميلات الطيبات ذوات الأخلاق الحسنة حولك ، فقط ابحثي حولك وستجدينهن .
حاولي التقرب إليهن وكسب صداقتهن وستجدين البديل الصالح لتلك الصديقة بإذن الله .
المستشار
مجلة حياة العدد 24
لم أجد صديقة .. ففكرت بالانتحار
إنني أروي قصتي لمرآتي العزيزة فقط لأني أعرف أن أحداً لا يريد سماعها :
يا مرآتي .. منذ كنت صغيرة وأنا أحلم بأن تكون لي صديقة وفية .. لكني لم أجدها ! .. ففي مرحلة الابتدائي كان أهلي ينتقلون من منطقة لأخرى مما حرمني من الصداقات الطويلة .
وقد صادقت زميلة ولكن حين رسبت تخلت عني لأني في نظرها ضعيفة وكسولة ! فعدت إلى عزلتي ووحدتي .. حتى أتت المرحلة الحرجة وهي مرحلة انتقالي للمدرسة المتوسطة ، والتي عانيت فيها من الوحدة حتى فكرت أن أنتحر ! لكن الحمد لله أن رزقني بصديقة طيبة أنقذتني من وحدتي ووجدت معها السعادة والوفاء .. لكن هذه الفرحة لم تكتمل .. فما لبثت أن تركتني لتصادق فتاة أخرى كانت تصاحبها منذ مدة ..
إنني أرفض مصاحبة الفتيات سيئات السمعة ، لذا فإني آثرت البقاء وحيدة على مصاحبتهن .. إنني أذكر قصتي فقط ليعلم كل من قرأها أن الصداقة غالية الثمن ، ولا يستطيع أي شخص الحصول عليها .. وتبقين أنت يا مرآتي صديقتي الوحيدة ..
**
عزيزتي ..
إن الصداقة حقاً هي هدية ثمينة لا يستطيع الكل الحصول عليها ، ولكننا لا ننتظرها لتهبط علينا من السماء ، بل نبحث عنها ونبذل ما بوسعنا من أجل الحصول عليها .
هل فكرت يا صديقتي فيما إذا كان هناك عائق ما يمنع الفتيات من مواصلة صداقتهن لك ؟ هل راجعت نفسك مثلاً وحاولت تذكر الأسباب التي دفعتهن لترك هذه العلاقة ؟
ربما تكونين من النوع الصامت القليل الكلام ، أو ربما تكونين من النوع القليل الاهتمام بالسؤال عمن يصاحبه ، أو حتى ربما العكس .. ربما تكونين من النوع المسيطر الذي لا يحب أن يشاركه أحد في صديقته مما يجعل الصديقة تشعر بالملل وبأنه مسيطر عليها .
راجعي نفسك جيداً لكي تتجاوزي أخطاءك وتطوري نفسك ، لكن هذا لا يعني أن تحملي نفسك الكثير من الذنب ، فربما يكون السبب والعيب من هؤلاء الصديقات أنفسهن .
عموماً لا تعتقدي أن الصداقة أمر سهل ويمكن الحصول عليه بسهولة فقد لا تلتقين بصديقة عمرك إلا في المرحلة الثانوية أو في الجامعة ، أو حتى بعد الزواج والإنجاب .. إن الكثير من الأصدقاء يتغيرون حسب الزمن والمكان .. وسيأتي اليوم الذي تجدين فيه بإذن الله صديقة وفية تناسبك .
لكن حاولي أن لا تكوني من النوع المنطوي الذي لا يسارع للمبادرة بالتعرف على الأخريات ، بل تبني روح الأخوة مع الأخريات وتعرفي عليهن وبادليهن الأحاديث واسألي عنهن دون حرج ، ولا تسجني نفسك في سجن الوحدة والعزلة إلى أن تجدي صديقة .
وربما كان في هذه الوحدة خير لك فاستغلي وقتك بالقراءة والمذاكرة .. وفقك الله .
المستشارة
مجلة حياة العدد 39
الصديقة الصدوقة في حياة كل واحد منا إنسانة تحبها ومتعلقة بها ولا تستطيع أن تتخيل حياتها بدونها ،
وفي ذاكرة كل واحدة منا صورة لشخصية التقت بها وأعجبت بها وأحبتها ولا تملك نسيانها ،
وفي قلب كل واحدة منا نقش بحروف تفوق الذهب والألماس قيمة لاسم من وجدت فيها الحب والحنان والبئر الأمين للأسرار .
هذه الإنسانة أو هذه الشخصية التي فازت بهذه المساحة من حبنا واهتمامنا قد تكون أماً أو أختاً أو معلمة أو مربية ،
ومهما كانت فإنها ستكون بالنسبة لنا قدوتنا وأسوتنا .. منهاجها منهاجنا .. وسلوكها سلوكنا ،
ولكن مهما بلغت معارفنا ومهما بلغ عدد محبوباتنا ، فلن تكون هناك أبداً من نحبها ونرتاح بصحبتها كالصديقة المماثلة لنا في عمرنا واهتماماتنا ..
الصديقة .. هي مفتاح النجاح وطوق النجاة ..
الصديقة .. أنشودة أمل وبداية حياة في لحظات اليأس والقنوط ..
الصديقة .. هي الحبيبة القريبة إلى النفس مجلية الهموم والأحزان ..
الصديقة .. ورد تفاؤل تتفتح في أوقات التشاؤم ..
الصديقة بئر أمين لأسرار الرفيقة .. وصدر مفتوح لكل مشكلاتها .. ولكنها لن تكون كذلك أبداً إلا إذا كانت صديقة صدوقة ..
الصديقة الصدوقة .. هي التي تذكَّر صديقتها إذا عصت ، وتنصحها إذا أخطأت ، وتساعدها إذا ابتليت ، وتعينها على الخير والتقى والصلاح ..
الصديقة الصدوقة .. هي التي تعرف صفات صديقتها جيداً ولا تصدق أي كلام يقال عنها حتى تتأكد منه لأن بعض الظن إثم ، وتحترم مشاعرها وتقدر ظروفها ،
وتسامحها إذا أخطأت ، وتنسى أمسها إذا تابت ورجعت إلى ربها ، وتتفهمها إذا تركتها لبضعة أيام أو انشغلت عنها ،
وتتعاون معها في بناء مستقبل زاهر لكلتيهما ، وتصدق في تعاملها معها ، ولا تغيظها ولا تحقرها أو تكذبها أمام الآخرين حتى لو كانت كاذبة ،
وهي التي تستر خطأها وترشدها إلى الطريق الصحيح ، وتستمع إليها وتوجهها وتسدي لها الرأي الحكيم والقول السديد ،
وهي التي تتحمل أخطاءها وتعاتبها عليها بلطف حتى لا تجرح مشاعرها ، وتحفظ أسرارها ، وتعينها على تحقيق أحلامها ..
الصديقة الصدوقة .. هي المؤمنة التقية المطيعة لربها ، البارة بوالديها ، المهذبة اللبقة في حديثها المحبوبة بين أهلها ، المحبة للناس أجمعين .
تلك هي الصديقة الصدوقة الحقيقية ، وتلك صفات التي متى ما امتلكها الإنسان صار صالحاً ومحبوباً .. فلنكن جميعاً صديقات صدوقات لرفيقات عمرنا ، مخلصات لهن حتى آخر حياتنا ، وفيات لهن ومفتخرات بصداقتنا معهن ، لأننا بذلك فقط سنكون مجتمعاً صالحاً توطئةً لبناء المدينة الفاضلة .
الصداقة لا تقاس بكم هدية أو كم سنة ظلت معي ، بل كم مرة نصحتني .. وكم مرة وقفت معي وعاونتني ،
فكم من فتاتين عاشتا وتربيتا معاً ولكن أي منهما لم تكن للأخرى الصديقة الصدوقة ..
وكم من فتاتين لم تتعارفا إلا منذ زمن قصير ، ولكن صداقتهما أعمق من أن تقاس ويضرب بها المثل .
أمي .. رفيقتي .. ومعلمتي .. أشكركن على كونكن بالنسبة لي أصدق صديقات .. وأعظم أخوات ، وأروع من التقيت بهن في حياتي ..
أحبكن من كل قلبي وأشكركن بكل امتنان على ما قدّمتنّه لأجلي .. فلولاكن لم أكن شيئاً في هذه الحياة ، ولم أحقق شيئاً من أحلامي وطموحاتي ،
فلقد رسمتن لي الطريق وكنتن المنارة إلى السبيل القويم .. شكراً لكن ..
بشائر عبد العزيز اليوسفي
الرياض – السعودية
مجلة تحت العشرين العدد 54
التجاهل يقتلني بدأت المشكلة منذ عام تقريباً حين تعرفت إلى هذه الصديقة .. لقد شجعني على التعرف إليها إحساس برغبتها في مصادقتي ومبادرتها الطيبة نحوي ، ولكن بعد فترة من مصادقتني لها وتوطد علاقتي بها بدأتُ أشعر ببعض التجاهل في تعاملها معي ، خاصة في وجود صديقاتها القدامى ، زاد هذا الشعور بعد انتقالها لصف آخر غير صفي ، حاولت التحدث معها في الأمر فلم أر أي تغير في تعاملها معي .. بدأت أشعر أنني بالنسبة لها مجرد إنسانة لسد الفراغ .. فكيف أستعيد صداقتي معها وأجعلها قوية كما كانت .
الحائرة
م.أ.ف - الشارقة
**
الصداقات الوقتية لا تصمد كثيراً
لن أقول لك ابتعدي عنها .. بل اقتربي منها أكثر وأكثر .. بادري بتقديم هدية لها تجددين بها عهد صداقتكما القديمة ، فقد قال رسولنا الكريم : " تهادوا تحابوا " .
وإذا كانت راغبة في صداقتك وحريصة عليها فسوف تستجيب لمحاولاتك الصادقة تلك ، أما إذا لم تستجب فابتعدي عنها دون حزن وستجدين إنسانة أخرى تفهمك وتقدر قلبك الكبير .
وهناك حقيقة يجب أن نتذكرها دائماً .. وهي أن هناك صداقات تمر بحياتنا تكون مجرد صداقات وقتية لا تستطيع الصمود أمام متغيرات ظروف الحياة كالابتعاد أو المشكلات ومثل هذه الصداقات عليك أن ترضي منها بالذكرى الطيبة وتدعي الله بأن يخلف عليك بصداقة تظل صامدة أمام كل الظروف .
بجدة المطيري الأخصائية الاجتماعية بمدرسة أم عامر الأنصارية
مجلة تحت العشرين العدد 54
لا أستطيع
الخلاص من حبها
في أول شهر من المرحلة الثانوية وهي بالتأكيد مرحلة حساسة جداً بدأ تعلقي بمعلمة ليس تعلقاً عادياً ولكن تعلقي قد يسميه بعض الناس ( العشق )
كنت في المتوسطة أسمع الأغاني وأعتبر أن كلامهم مضيعة للوقت وأن كل شاعر يستطيع أن ينظم شعر غزل ولكن بعد تجربتي أحس أن كلامهم صادق جداً ولكنني بعون الله امتنعت عن سماعي لها لأنني إذا سمعتها تزيدني هماً إلى همي الذي لاقيته من عشقي لهذه المعلمة
لقد أحببتها لأخلاقها لا لشكلها لقد عرفت معنى الأخلاق التي يتكلم الناس عنها وعرفت أن الجمال ليس كل شيء بل إن الأخلاق تفوقه ،
لقد كانت مختلفة عن المعلمات جميعهن لقد كانت تهتم بالطالبات من النواحي ( الدراسية ، النفسية .. الخ ) لقد أحببتها حباً شديداً لدرجة أنني إذا لم أرها في اليوم الواحد يضيق صدري وتصبح حالتي يرثى لها من شدة الحب الذي أحببته إياها
لقد كنت أزعج صديقاتي بها من كثرة كلامي عنها ، لقد أحببتها وأنا لا أدري
في بداية الأمر كنت أفكر فيها أتكلم عنها وأنا لا أدري أنني أحبها ثم اكتشفت بعد القراءة عن هذه الأشياء أنني ابتليت بما يسمى ( العشق )
لقد استمر تعلقي بها لمدة ( خمسة أشهر ) من العذاب الذي لاقيته من التفكير فيها والتحدث عنها كل من أراه من الناس
ثم بدأ تعلقي بها يقل إلى أن أصبح شيئاً لا أعرف ما هو أنني أريد تقليدها في كل شيء ( ملبسها تصرفاتها حتى في عطرها الذي تتعطر به .. الخ )
لكن كنت لا أفكر فيها مثل السابقة ، سابقاً كنت أريد رؤيتها فقط ولا يعجبني فيها شيء ولا أريد تقليدها في كل شيء ،
أما الآن أريد تقليدها في كل شيء حتى مشيتها ، وأسمها أعلقه في غرفتي أكتبه في دفاتري بشكل غير طبيعي وأيضاً أدعو لها وهي في نظري تستحق كل هذا الحب لأنها طيبة وليست شريرة ولا أنكر أنها جميلة بعض الشيء والجمال الأقوى هو جمال الأخلاق .
ابتهال –ع-ج
**
أيتها الأخت الكريمة ما ذكرته يحدث كثيراً بين صفوف البنات في سنك أي المرحلة المتوسطة ( آخرها ) والمرحلة الثانوية ، وهو الإعجاب بهذه المعلمة
والإعجاب هنا ليس بالضرورة عشقاً فالعشق له أحواله وحالاته وهو ليس تشبهاً بالمعشوق بل تعلق به لدرجة إهمال الذات والهيام به
لكن الفتيات في سنك يبحثن عن القدوة إذ في هذه المرحلة من المراهقة يبدأ الفرد بالتفكير في الناس وطبائعهم ويبحث عن المثاليات في الناس ويكون ناقداً بحدة لكل من لم يلتزم بالمثاليات .
وهذه المرحلة أيضاً مرحلة بحث عن معاني الحياة ومحاولة لإيجاد من يدلك على الطريق الصحيح ، ويتطرف المراهق في ذلك .
وهذه المرحلة مرحلة ظهور المشاعر والارتباط بالآخرين على أساسها والحساسية في التعامل مع الأفراد الآخرين ومن ثم يكون تقديرك وإعجابك كأنه حب وعشق بسبب عدم تعودك على هذه المشاعر .
وهذه المرحلة مرحلة تطرف في أشياء كثيرة ومن ضمنها الإعجاب فيتحول الإعجاب والتقدير إلى تنزيه وتقديس بشكل أو بآخر ويفهمه الآخرون بأنه عشق .
كل هذه الأمور تجعل هذه الظاهرة تكثر بين الطالبات خصوصاً وهي ناتجة عن وجود معلمات طيبات ومتعاونات ومقدرات للفتيات ومحترمات لهن ، فهي طبيعية كمرحلة عابرة تتجاوزها الفتاة مع النمو والنضج .
وواضح من رسالتك أن إطلاقك لفظ العشق والمحبة أتى بعد أن قرأت وسمعت هذه التسمية والتي ليست بالضرورة صحيحة في حالتك
فالمراهقون يمرون بهذه المرحلة من الإعجاب واتخاذ القدوة إلى حد متطرف أحياناً .
لكن يجب الإشارة هنا أن هذه الظاهرة الطبيعية إلى حد ما قد تتحول إلى ظاهرة مرضية أو ظاهرة سيئة .
فالظاهرة المرضية مثل عدم الارتياح وعدم القدرة على العيش في حال البعد عن هذه المعلمة والدخول في مرحلة انشغال نفسي يقود للقلق والكآبة وعدم القدرة على التركيز ، أو الوصول إلى حد مضايقة هذه المعلمة بكثرة الإلحاح والغضب والتكدر عند انشغالها عنك ،
وهنا أذكر قصة لفتاة حساسة جداً ولديها نقص في ثقتها بنفسها ووجدت معلمة طيبة تسمع لها وتطمئنها وتحترمها فبدأت بالحديث معها والسلوة عندها وتلك توجهها وترشدها وتساندها في ظروفها ، لكن الفتاة بالغت في اعتمادها على المعلمة والتعود عليها إلى درجة دفعت المعلمة إلى الابتعاد عن الفتاة ورفض التحدث معها لشعورها بأن الموضوع جاوز حده ، فبدأت الفتاة بالانزعاج والشعور بأن معلمتها قد هجرتها ووقعت في صعوبات نفسية لا يعلمها إلا الله
فهذه ظاهرة مرضية لها أسباب متعددة مرتبطة بالفتاة نفسها من ضعف الشخصية والشعور بعدم الارتياح داخل البيت وشيء من الاضطراب في الشخصية .
أما الظاهرة السيئة أن يتحول القدوة إلى مصدر للتوجيه السيء أو الاستغلال السيء مثل الوقوع في المخالفات الشرعية والأخلاقية مثل الادمان والشذوذ وما شابه ذلك ، إذ قد يحترف بعض الناس مهنة النصب على الفتيات فيضع في نفسه قدوة في اللبس أو التصرفات الغريبة فيتعلق بها المراهقون وتجرهم هذه القدوة إلى ما لا يحمد عقباه ،
والواجب على أمثالك الحرص أن لا تتجاوز الأمور حدها الطبيعي حتى لا يقع الفرد في أمور مزعجة أو صعوبات نفسية بسبب طمع النفس وهواها وتضليل الشيطان ومارد الشهوة ، حفظك الله وصبرك على الابتعاد عن طريق الباطل .
د.عمر المديفر
استشاري طب نفس المراهقين والعلاج الزوجي والعائلي
الإعجاب بين الفتيات
أول الطريق إلى الهاوية يدهشني اليوم ما أراه من تصرفات بعض الفتيات في المدارس أو الكليات والجامعات ،
فقد أصبح عندهن ظاهرة تسمى الإعجاب بين الفتيات أو بالأحرى " العشق بين الفتيات "
وذلك بأن تعجب فتاة بفتاة مثلها وتفرط في محبتها ، حتى إن بعض هذا الإعجاب قد يتجاوز الحد المشروع بأن تصبح محبتها محبة شركية ، بمعنى أنها محبة مع الله .
وعشقها تلك الفتاة إما أن يكون بسبب جمالها وإما شخصيتها وإما نسبها وما شابه ذلك ، فتصبح تلك الفتاة هي الهاجس الوحيد لديها ، وتحاول بكل الطرائق أن تراسلها أو تبحث عن رقم هاتفها وتطلب منها صوراً لها أو أي شيء آخر تحتفظ به ولو كان منديلاً !
وأعجب من ذلك ما رأيته في صفوف الفتيات الملتزمات .
فلقد أصبحت تلك الظاهرة متفشية عندهن ولكنها بطابع آخر وهي " المحبة في الله "
فتلك المسكينة عندما أحبت أختها لم تعرف الفرق بين المحبة في الله وبين المحبة مع الله ، لذلك تراها متعلقة بها ولا تستطيع أن تفارقها يوماً واحداً ، حتى إني أعرف من الأخوات من تتملكها الغيرة إذا أرادت أختها التي تحبها أن تكلم واحدة أخرى أو تضحك معها وتمازحها .
وأذكر يوماً جاءتني أخت تشتكي لي من بُعد أختها عنها وانشغالها في أمر ما شغلها عنها .
فتساءلت وما هذا الأمر الذي شغلها عنك ؟
قالت ومن غير تردد : في أمر الدعوة إلى الله ! فإنها تدعو فتيات لا يستجبن لها بسرعة ، وإنها تحاول معهن بكل الطرائق وطالما نصحتها بتركهن ولكن دون جدوى .
وأعرف أيضاً من جعلت مكالماتها لأختها في الهاتف ضرورة لا استغناء عنها .
وهذا طيب إذا كانت مكالماتها للسؤال عنها أو للتعاون معها في أمور الدعوة .. الخ ، ولكن أن تكون المكالمات يومياً وأحيانا مرتين في اليوم
وتكون دائماً أحاديث فارغة لا تمت للدعوة بصلة ، فهذا والله من الخطأ الفادح .
وإن انقطعت المكالمة عنها يوماً أو يومين فقط فإنها تصاب بحالة اكتئاب وهمّ وحزن ولا ترتاح إلا إذا سمعت صوتها عبر الهاتف .
وأيضاً أعرف من وصلت بها المحبة إلى أنها ما إن كبَّرت للصلاة إلا والهاتف يرن فإذا بها تقطع الصلاة وترفع سماعة الهاتف بسرعة فإذا بها أختها التي تحبها فقالت لها بلهفة : والله إن إحساسي يؤكد لي أنك أنت المهاتفة !
هاجر بنت محمد Lالكويت
مجلة الأسرة العدد 78
الإعجاب مظاهر وعلاج "الإعجاب" تطلق على تعلّق الفتاة بفتاة أُخرى لجمالها أو حسن هندامها أو نحوها من الصفات الظاهرة تعلقاً يؤدي إلى العشق والافتتان.
وهي ظاهرة باتت تزعج أرباب التربية وتقلقهم نظراً لبروزها بشكل ملفت وسريع في بعض المدارس والجامعات.
ومن مظاهر الإعجاب، الرسائل الغرامية، والمكالمات الهاتفية التي تمتد إلى ساعات طويلة دون هدف أو غاية سوى الاستمتاع بسماع صوت الطرف الآخر، والمصاحبة أو المتابعة وأحياناً المطاردة من مكان لآخر لمجرد الرؤية التي تحمل في طياتها الإثارة والشهوة، وكذلك التفكير الدائم بالمحبوبة أو المعجب بها، والتقليد الأعمى لها في الثياب والحركات وطريقة الكلام، وكتابة اسمها على الشنطة والكتب ونحوها من مظاهر الافتتان والتعلق.
ولا شك أن لهذه الظاهرة أسباباً أذكتها وعوامل دفعت إليها وأبرزتها من أهمها:
* ضعف الإيمان وما ينتج عنه من غفلة عن الخالق عز وجل وتعلق القلب بالمخلوق.
* عدم الإشباع العاطفي في الأُسرة، فالفتاة تحتاج إلى الكلمة الطيبة والابتسامة الحانية والبشاشة المؤثرة، كما تحتاج إلى جو أسري مفعم بالحب والحنان، والسكينة والاطمئنان، فإذا فقدت الفتاة هذا راحت تبحث عنه عند معلماتها أو زميلاتها فتقع في شراك الإعجاب.
* سوء استغلال وقت الفراغ والذي يدفع بالكثيرات إلى مخالفات سلوكية والوقوع في محذورات شرعية.
* استماع أغاني الحب والهيام ورؤية أفلام الشوق والغرام التي تهيج الشهوة وتدعوا للرذيلة.
* التعري الفاضح في بعض أوساط النساء مما يثير الفتنة ويذكي الغرائز، فالفساتين التي تكشف مساحات كبيرة من الصدر والظهر بل وأحياناً البطن والعياذ بالله كل ذلك مما يدفع لهذا المسلك الشيطاني.
أما علاج هذه الظاهرة فأقترح أموراً منها:
1. تنمية الإيمان وتقوية أسبابه بالتذكير بالله عز وجل ونعمه على عبده، والاستعداد للموت وذكر الجنة والنار ونحوها من أسباب زيادة الإيمان.
2. إيجاد المناشط التربوية والترفيهية، والمحاضن الإيمانية التي تُوظَّفُ فيها طاقات الفتيات، وتستغل فيها الأوقات بالطالح المفيد من الأعمال والهويات.
3. تفعيل دور المعلمة وحثها على العمل الدعوي في أوساط الطالبات، والحرص على تربيتهن وتوجيههن.
4. التحذير من الحب الشيطاني أو الإعجاب، وتعرية مظاهره، ومتابعة من وقعت في شراكه وعلاجها بالأسلوب المناسب.
5. بناء الشخصية المسلمة والارتقاء باهتمامات فتياتنا ليُعنين بمعالي الأمور ويترفعن عن سفاسفها [إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها]، فتدرك الفتاة هدفها في الحياة، وغايتها التي خلقت من أجلها، كما تدفع للاهتمام بقضايا أمتها، وتستشعر دورها في بناء الأمة.
6. تطهير مجتمعاتنا وبيوتنا من المنكرات، وبخاصة القنوات الفضائية الهابطة، والمجلات الساقطة، والأغاني الماجنة، ونحوها من المنكرات التي تدعو إلى الرذيلة، مع بذل الجهد لإيجاد البديل الصالح.
7. الحث على التزام اللباس الساتر، المنضبط بالضوابط الشرعية والآداب المرعية في اللباس، مع الدعوة لغض البصر عما يثير الفتنة ويسعّر الشهوة.
8. قيام الوالدين بمسؤولياتهما، وحرصهما على تربية أبنائهما، وتوفير الأجواء الإيمانية، والمحاضن التربوية التي يسودها المحبة والتآلف والانسجام.
أما الحكم في الإعجاب، فلما كان الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإن الإعجاب الذي هو تعلق الفتاة بفتاة مثلها تعلقاً يؤدي إلى العشق وتبادل الرسائل الغرامية والنظرات الآثمة، واللمسات التي تثير الشهوة وينتهي بها إلى الانحراف السلوكي والشذوذ الجنسي، فهذا النوع من الإعجاب محرم ويجب سد كل ذريعة تؤدي إليه.
أسأل الله أن يحفظ فتياتنا من مضلات الفتن، والحمد لله رب العالمين.
كتبه : الشيخ مازن الفريح
موقع ناصح للسعادة الأسرية
تجربة الإعجاب بين الفتيات
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أنا الله يسلمكم مريت بهذي المشكلة إني أعجبت بمعلمة وهذي المعلمة يعني ما أدري كنت أنا يعني أحب أسمع أي خبر عنه يعني كان مجرد اهتمام مو أكثر فمرة من المرات أنا دافعت عن هذي المعلمة على أساس إن البنات كانوا يتكلمون عنها بالعاطل فقالوا لي ليش دافعتي عنها أكيد اتحبينها فأنا سكت عنهم بس ابتسمت فالبنات راحو وقالوا لها إن أنا أحبهاااا فمن هذاك اليوم هذي المدرسة بدت تسوي لي بالحصة حركات بس أنا ما كنت يعني منتبهه إلها بس البنات لاحظوا والصراحة فرحت يعني بس كان البنات وايد يضايقوني ويبغون يوهموني أنها تحبني بس أنا ما أقدر أصدق الحمد لله يعني أنا واعية يعني مو معقولة معلمة تحبني أنا (شوها) المهم مرت اللأيام وقبل الامتحانات قامت هذي المدرسة تتصل فيني وكنت أفرح وبعد عقب ما خلصت الامتحانات ويت الإجازه بعدها تتصل والسنة الي بعدها درستني بعد بس المشكلة أني بديت أشوف أنها مو مثل ما عرفها يعني تصرفاتها متغيرة وكلامها غير وصرت أنا يعني علاقتنا بس داخل الصف ولما أمر عداها ما أسلم وما أروح عند غرفتها مثل باقي المدرسات السبب أن ما أدري من تصرفاتها من إنه أنا ما أحبها ماأدري بس إن شاء الله ترد علاقتنا مثل ما كانت وأحسن ونبقى على اتصال دووووووووم ....مع السلامه وتبغون الصراحة أنه هذي المدرسة صارت ما تنطاااااق بتصرفاتها
كتبه : إحدى زائرات الموقع ناصح للسعادة الأسرية
لو قالت لكِ زميلتك أنها معجبة بك
فكيف تتصرفين ؟!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
إذا قالت إحداهن لي أنها معجبه بي وكانت كذلك سوف أسألها لماذا اختارتني أنا بالذات يعني ما الذي رأته في وإذا رأيت جوابها مقنعاً ورأيتها إنسانة جادة و محترمة وملتزمة لم تعجب بي من أجل حركة عملتها أو من أجل أن صاحباتها كل منهن لها معجبة، لكن لست أنا بالتي توافق على هذا المبدأ وأتنازل عن عمري وأذوب من مجرد ما تقول لي إحداهن أنها معجبة، الصراحة سأكون معها عادي يعني ما راح أبادلها نفس الشعور أو يمكن سبحان الله ما ندري الله يقلب القلوب بإصبعين لكن إذا شفتها عكس تماما سوف لن أدعها تظفر مني بشيء بل أجعلها تمل مني بروحها عاد هي وكيفها لم يطلب منه أحد وقال لها أعجبي بفطوووم..... وأنا صراحةً لا أنصح أي من الفتيات أن يكون بينها وبين الأخريات إعجاب لغرض دنيوي وأدعوهم إن شاء الله أنهم لا يحبون إلا لوجه الله والله ولي التوفيق
كتبه : إحدى زائرات الموقع ناصح للسعادة الأسرية
الاعجاب مطلوب
د. رقية بنت محمد المحارب
سمعنا كثيراً ورأينا بعضاً من مظاهر الاعجاب والتعلق بين طالبة ومعلمتها أو بين طالبة وزميلتها التي لا تقف عند الحدود الطبيعية. وكان من نتيجة هذا أن تم التنبيه المتكرر على تقوى الله عز وجل والتذكير بالرابطة الأوية عبر المطوية والشريط والمحاضرة والندوة والمقالة وغيرها. لكن الذي حصل كرد فعل أحياناً هو الجفاف في العلاقة هروباً من تحكم هذه الظاهره وتحولت مظاهر الإعجاب التي أقلقت يوماً ما كثيراً من المربيات إلى مظاهر من القطيعة لا مبرر لها. نحن لا نريد أن نعالج الخطأ والانحراف بمثله ولا يصح أن نقابل التطرف بتطرف مضاد فالتوازن مطلوب ومعرفة أصول العلاقة الصافية مقدمة لسلامة مسيرة الأخوة الصادقة.
لا يمكن أن تؤثر المعلمة في الطالبة وتعمق من توجهها الطيب وتغير من سلوكياتها المنحرفة إن وجدت إلا بقدر من الاعجاب الشرعي والحب والتعلق. وما أجمل أن تكون شخصية المعلمة جذابة بحسن كلامها وخلقها وملبسها وتعاملها مع طالباتها، وتحصيل هذه الجاذبية مطلوب لتحقيق هدف إيصال الرسالة التربوية. والسؤال هو: إذا كان بعض المربيات يتجنبن أن يكن جذابات فكيف يمكن أن يؤثرن على من حولهن. إننا نرى من تظهر علامات الصفاء والنقاء على وجوههن نتيجة قلوب مخبتة وصدق وإخلاص وقيام ليل وصيام ونشعر بارتياح لهن ومحبة للاستماع إليهن والجلوس إليهن فهل يعد هذا إعجاباً ينبغي محاربته أم أن اللائق أن نقابل من حولنا بنوع من الغلظة حتى لا يحصل الاعجاب المذموم؟
ومن يتأمل في السنة النبوية يدرك كيف أسرت شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ومع ذلك لم يؤد بهم هذا إلى غلو في محبته وخروج عن المقاصد الشرعية وعندما حصل شئ من هذا جاء التوجيه النبوي بإصلاح الوضع وليس بتغيير معاملته صلى الله عليه وسلم للناس، كما جاء التوجيه المتكرر للحب في الله عز وجل والدعوة إلى تنميته وزيادته وأمثلة هذا كثيرة منها ما رواه مسلم رحمه الله تعالى عن أنس بن مال رضي الله عنه: أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فمر به رجل، فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعلمته؟ قال: لا، قال: أعلمه. فلحقه فقال: إني أحبك في الله، قال: أحبك الذي أحببتني له. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: يا معاذ والله إني لأحبك، والله إني لأحبك، فقال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك رواه أبو داود رحمه الله وقال الألباني رحمه الله: إسناده صحيح.
إنها المدرسة النبوية الثرية التي نحتاج أن نقرأها وندرسها لنعلمها ونعمل بها ونعرف مداخل النفوس و نعرف حدود الحب الشرعي وننميه ومظاهر الغلو في التعلق فنعالجه بحيث يعود التوازن إلى حياتنا.
عالم الصداقة
جلست اليوم أتفكر وأكتب .. عن عالم رائع .. عالم قريب جدا .. عالم لا يستطيع أن يصله الجميع .. أو قد يصلونه لكن لا يتعمقون فيه .. قليل هم من تعمقوا واكتشفوا روعة وصدق هذا العالم .. إنه عالم الصداقة ربما تقول : إن الصداقة عالم سهل الوصول إليه .. وأنا أقول لك ربما يسهل عليك الوصول إلى ذلك العالم .. ولكن يصعب عليك أن تكتشف أن هذا هو عالم الصداقة الحقيقي .. ولكن هل فكرت بالثبات فيه ؟ هذا هو الجزء الأهم .. الثبات والاستقرار .. عليك أن تبقى مع صديقك في فرحه وحزنه .. في وحدته وجمع شمله .. فالصديق إنسان رائع .. إنسان تستند إليه .. تبث له همك .. يعتبرك خزينة أسراره .. إنسان .. يرشدك وينصحك دون أن يؤذي مشاعرك .. أحمد الله لأنه منحني صديقات رائعات .. ولكن مهما قلت أو كتبت لن أستطيع أن أعبر في كلمات بسيطة على الورق عن معانيه السامية التي لا توصف .. ولكن أظن أن الصديق الصدوق والوفي سيفهمه .. ولي صديقة قريبة تفهمني دون أن أقول لها شيئا .. صديقة قريبة إلى قلبي .. بمثابة شقيقة لي .. فأفكارنا متقاربة .. إنها صديقة خلوقة وحنونة .. لا أستطيع أن أصفها .. فقد وقفت معي دائماً .. فكنت أجدها دائما حين أريدها .. كانت وما زالت صدرا مفتوحا .. تواسيني في أحزاني .. وتفرح في فرحي ونجاحي .. ومواقفها معي كثيرة .. صديقتي لا تعتبري كلامي هذا مجاملة .. بل هي كلمات صادقة .. ورغم أن بين الأصدقاء أو بالأصح بين الشقيقات لا توجد كلمات شكر .. ولكني أشكرك على كل شيء .. وكذلك أشكر كل صديقاتي العزيزات ..
وصدق من قال : إن الصداقة لا تقاس بالسنوات التي أمضاها الصديقان معا بل بالتضحيات والمواقف الرائعة ..
مع خالص تحياتي
فاطمة عبد الرحيم البستكي / دبي
مجلة حياة العدد 93
أبحث عمَّن يبادلني الحب .. فلا أجده
أجد في كثير من رسائلكن .. هذه النبرة الحزينة المترددة دائماً :
" لا أحد في البيت يحبني أو يفهمني أو يشعرني بالتقدير والاحترام .. أبحث عن من يبادلني الحب فلا أجده
الجميع مشغول عني والكل يعاملني بقسوة ويحادثني بحدة .. أمي تعاملني كطفلة ، وأبي يشك في تصرفاتي .. وأخي يهزأ بي .. لقد سئمت هذه الحياة .. إنهم لاااااا يحبونني !! "
في كل مرة أقرأ أو أسمع مثل هذه الشكوى أحاول كظم ابتسامة خفيفة ، لأنني أعلم جيداً أن هذه الفترة الحساسة من حياة الفتاة مرت بها كل امرأة ، وتتذكر جيداً كيف كانت في صباها تنظر للأمور بحساسية فتعتقد أنها بحاجة لجذب انتباه الجميع وبحاجة لأن يغدقوا عليها حبهم واهتمامهم ..
لكني أعلم جيداً أنك كفتاة لن تصدقي ذلك ولن تستوعبيه .. وستباغتينني قائلة : " أنت أيضاً لا تفهمينني .. أقول لك لاااا أحد يحبني ! "
وسأحاول أن أهدئ من روعك وأقول لك : " حسناً عزيزتي لماذا إذاً لم تكوني تشعري بذلك قبل سنوات قليلة ؟ .. وأنا جازمة أيضاً أنك لن تشعري به بعد أن تكملي الثانية والعشرين بإذن الله ؟! "
ستصمتين في غضب .. لكنني واثقة أنك ستضحكين كثيراً حين أذكرك بذلك الموقف فعلاً بعد أن تكملي الثانية والعشرين بإذن الله
صديقتي .. تذكري دائماً أنك في هذه الفترة من عمرك .. تضخمين الأمور وتنظرين لها بحساسية شديدة ، فقلب الفتاة في هذه الفترة يكون متعطشاً للحب والاهتمام أكثر من أي وقت آخر لذا فإنك ستشعرين بالنقمة على والدك ووالدتك مهما أغدقا عليك من حب وحنان .. فأنت طماعة جداً في هذه المرحلة ..
كما أن شعورك بأن أحداً لا يفهمك نابع من دخولك لمرحلة عقلية جديدة تتكون فيها شخصيتك التي تتبنى أفكاراً وميولاً مختلفة عن أفكار وميول والديك .. لكن تأكدي أنها بإذن الله فترة وستتلاشى .. وستبتسمين حين تتذكرينها يوماً بإذن الله ..
المستشارة
مجلة حياة العدد 39
لماذا تسخرون منا .. ؟
لأننا نريد الحب !!
أنا فتاة أبلغ من العمر سبعة عشر عاماً ، أحب القراءة جداً وأقرأ هذا الباب دائماً .. وقد قرأت في العدد 39 ردك على مشكلة " أبحث عمن يبدلني الحب فلا أجده " وقد فهمت أنك تبتسمين من كلمات الأخت .. لماذا تبتسمين ؟ لست أنت فقط .. بل الكل يسخر منا .. هل كلامنا مضحك ؟
أنا لا أقول أريد أحداً يقبلني أو يضمني .. فقد تعديت هذه المرحلة .. لكننا نحتاج لبعض الكلمات التي تشعرنا بأن من حولنا يحبنا .. الأم والأب والأخت يحبوننا لكن لا يشعرونا بذلك . فأنا لم أشعر بذلك إلا عندما أصبحت أختاً لأخوة صغار أحبهم وأحاول أن أشعرهم دائماً بالحب لكنني أيضاً نقصرة ففاقد الشيء لا يعطيه .. وفقداننا للحب الطاهر قد تكون نتيجته سيئة كعلاقات الإنترنت والهاتف وغيرها بسبب الفراغ العاطفي ..
أرجو الا تغضبي مني يا أستاذتي المستشارة ولكن هذه كلمات مكبوتة أخرجتها لك .. وأخبرك في النهاية أني أحبك جداً جداً وأتمنى أن أكون مثلك في المستقبل .
حمرة الورد
حبيبتي الغالية ..
أشكرك وأقدر كلماتك الرقيقة .. ومن قال أننا نسخر منكم يا فتياتنا الحلوات ؟ لو كنا نسخر لما أنشأنا هذه المجلة المتكاملة الخاصة بكن وحدكن .. أنتن فقط ..
كل ما هنالك أني ابتسمت من هذه المشاعر .. لأني سبق ومررت بها .. وأجزم أن كل امرأة قد مرت بها في سن الشباب قبل نضجها التام ..
فالحاجة للحب والحنان والعطف والكلمة الحلوة هي مطلب ماس لكل إنسان ، لكنها تتجسد في عقلية الفتاة في سنوات شبابها الأولى بشكل أكبر لتتحول بالنسبة لها إلى مشكلة تؤرقها وتبكيها الليالي ، وتجعلها تحس بالوحدة والألم وأنها الوحيدة في هذا العالم التي تعاني ما تعاني ، لأنها في هذه المرحلة العمرية تكون حساسة جداً بسبب التغيرات الهرمونية المختلفة في جسمها ، بالإضافة لكونها لا زالت تخوض تجربة التحول من طفلة لامرأة وتشعر أنها غريبة في هذا العالم ولا أحد يفهم معاناتها .
لا أنكر – ولا يمكن أن أنكر – أن الفتاة هي بالفعل بحاجة للكلمة الحلوة والحنان والإحساس بالحب ممن حولها وأنها مهمة لهم .. كما أنها بحاجة لمن يستمع إليها ويحتويها .. هذا مطلب لكل إنسان ، لكن ماذا يمكن أن تفعل الفتاة لو لم تجد من يحتويها ويشعرها بالحب ؟ هل تنحرف ؟ بالتأكيد لا ..
عليها أن تعرف أنها قوية جداً ومميزة لأنها تتحمل ذلك الفقر العاطفي ، والحب ليس أهم الأمور في هذا العالم ، بل هناك الكثير لتنجزه وتفعله في هذه الحياة ، كما أن في الخلوة الخاشعة بالله علاجاً يخفف من حاجتك للحب .
وحين تتجاوزين هذه المرحلة العمرية بإذن الله وتحصلين على نضج أكبر وخبرة في الحياة ستصبحين بإذن الله أقوى وأشد تحملاً وسترين أن تلك المشاعر ( حتى وإن بقيت ) أصبحت أقل وأضعف وأنها كانت تأخذ أهمية أكثر مما تستحق ، وستنشغلين بأمور أكثر أهمية منها .
أنصحك يا حبيبتي أن تتعلمي الهوايات الجديدة وتكثري من القراءة بحيث تشغلين وقتك بكل نافع لأن الفراغ يزيد من هذا المشكلة وبساعد على تداعي الألم في نفسك .. وكلما انشغلت وأنجزت كلما نضجت أكثر وأصبحت أكثر قوة بإذن الله .