الحب الأول كان ولا يزال صورة عالقة في ذهني لا يمكنني وصف روعته وأثره البالغ في داخلي , فقد ترك جرحاً غائراً من الصعب أن يبرأ , وألماً أتجرع من مرارته لحظة الإحساس بفقده , فما أصعب أن ينتزع المرء من أحضان السعادة ويقع في مغبة الحسرة والألم على ضياع هذه المشاعر لقد حاولت أن أسدل الستار على الحب الرومانسي الذي ختم بنهاية مؤلمة , إلا أن المكان والزمان وكل ما يحيط بي يذكرني به , ويعيد عليَّ مشاهدة لحظة بلحظة , وبالرغم ان الحبيب قد رحل إلا أن شبح ذكراه لا زال يطاردني . لا شك أن الحب الأول يترك ذكرى عميقة داخل النفس ولا يستطيع الإنسان أن ينساه بسرعة خاصة إذا كان شعوراً جارفاً صادقاً قد تملك نفسه وسيطر على أحلامه , فقد يومض في الذاكرة بين الحين والآخر كلما اختلى المرء مع نفسه , لكن الأمر يعتمد على رغبة الإنسان الحقيقية في النسيان وتجاوز هذه المرحلة , ومع مرور الوقت تبدأ ملامح ذلك الحب في التلاشي شيئاً فشيئاً خاصة إذا وجد الإنسان ما يفرغ فيه اهتمامه من عمل يحبه أو شخص جديد يدخل حياته . وهناك من لا يرغب في نسيان حبه الأول اعتقاداً بأن هذا نوع من الوفاء للحبيب , وهناك من يظلم نفسه حين يرفض أي طارق جديد لحياته , ويبدأ في المقارنة بينه وبين حبه السابق الذي لم تكتب له الحياة , والمرأة هي الأكثر تأثراً بمشاكل الحب الأول , فلا يمكن أن تنسى الفتى الذي أوقظ فيها أعماقها أحاسيسها .
الحب الأول لا يرتبط بسن معين , فهناك من ينبض قلبه وهو في عمر الثلاثين وهناك من يجد حبه الحقيقي وهو على أبواب الأربعين ومنهم الحب البريء حب المراهقة الذي يبدأ بسن مبكر , وبالتالي ليست هناك قاعدة ثابته لتوقيت هذا الحب وانطلاق شرارته .
للحب الأول لذة خاصة في نفس كل من عاشه .